" لما صار الصندوق يصرفلي نفقة حسيت اني ملكة نفسي، الي شخصيتي وكياني بالحياه، وانا من ناحيتي ما بهتم بنظرة الناس اني فقيرة او لا، المهم اولادي يعيشوا بكرامه، على الاقل احس حالي اصرف على الاولاد، كان شعوري هو شعور الام الي بتهتم باولادها وبتقدر تجيب لاولادها ". حديث الملكة ( سعاد ) 38 عام القاطنة في احدى قرى جنوب الخليل، المتزوجة من ابن عمها، والام لطفلين، خلال مقابلة معها للتعرف على ظروفها، واثر صرف النفقة لها على حياتها، قالت فيها : بعد ما اصبحت احصل على مخصص من صندوق النفقة والمساعدة من الشؤون الاجتماعية، اصبحت اشعر بذاتي وانني القادرة على توفير احتياجات اطفالي وان كانت بالشيء القليل، ولكنها تكفيني السؤال .
( سعاد ) المتزوجة من ابن عمها تعيش اليوم في بيت اهلها بعدما حضرت من الاردن حيث يقيم زوجها ، لتسجيل طفلها، فوجئت بانها ستدفع ثمن خلاف على الميراث بين والدها وزوجها ( ابن اخيه) ، وبسبب تحريض شقيقاته عليها، وعناد والده، فكانت النتيجة انها اليوم تصارع المسؤولية لوحدها، حسب ما تقول، وتضيف " وكوني غير مطلقة فذلك يقلل من فرص احسان الناس علي وعلى اطفالي، "اسم الجوز قطع الصدقه" .
وتشعر ( سعاد ) بالظلم لما حدث معها، فالمسؤولية كبيرة، وتربية الاولاد ليست سهلة، كما تقول، ولا سيما في ظل غياب زوجها وتخليه عن مسؤولياته، اصبحت المسؤولة الوحيدة عن كل شيء، وتضيف : " لقد ترك لي المسؤوليه لوحدي، انا مضغوطه ، ومكبوته ، ترباية الاولاد مش هينه، انا مسؤوله عن كل شيء في حياتهم هو مش مسؤول عن أي شي ".
وعن اقامتها في بيت اسرتها قالت ( سعاد ) : " العيشة في بيت العيلة مش سهلة، نفسي يكون لي بيت مستقل، اكون مرتاحة ومستقلة فيه مثل الناس، ع الاقل اولاد اخوتي ما يتمادوا على اولادي ، وما يعايرا اولادي انه ابوهم تركهم، او اذا ابوهم جابلي حاجه بصيروا يعايروا اولادي ".
اما عن اثر غياب زوجها عنها وعن اطفالها قالت ( سعاد ) وهي تذرف دموعها الساخنة : " الاولاد بشعروا بالنقص، الاب القوي بعلمهم كل شيْ بالحياه، بس الولد بكون مركن، امه بتجيبلوا كل شيْ، لما يكبر ما رح يكون على قد المسؤوليه، وبنتي لما تكبر بدهم يخطبوها مش بده يقول ليش ابوها ترك امها. انا خايفه من المستقبل، انا كنت بحاجته لما اولاده كانوا صغار، بس لما يكبروا شو بدهم فيه ".
ولم تقدم ( سعاد ) على طلب الطلاق، خوفا من نظرة المجتمع، مشيرة الى ان المراة وخصوصا المراة المطلقة مضطهدة، وتحت المراقبة، ويتم اتهامها لمجرد انها خرجت من البيت لوحدها من البيت، وهذا كان سبب تركها لعملها الذي كانت تحصل من خلاله على راتب قليل يساعدا في سد احتياجات اطفالها .