أنا البــنت اللي ما بـــعرفها أبــوها

أنا البــنت اللي ما بـــعرفها أبــوها
" أنا البنت اللي ما بعرفها أبوها "، هكذا عرفت " شذى على نفسها أمام محامية صندوق النفقة الفلسطيني، عندما سألتها عن اسمها، كأنها أرادت العتاب لوالدها الفار من وجه عدالة أسرته، فقد خرجت للدنيا قبل أن يقرر والدها وبشكل مفاجئ طلاق والدتها والتخلي عن أسرته، ليتزوج من أخرى والعيش في غزة .
في العام 2006 تفاجأت بعد وصولي للضفة عن طريق مصر، وكنت حامل بطفلتي " شذى " في الشهر السادس، بوصول ورقة الطلاق، تقول " أم لؤي" التي تسكن حاليافي بيت مستأجر قرب أسرتها في الخليل " بعد أن كان وعده لي أن يلحق بنا ."
تركني مع طفلة لم تر وجهه، وطفلين لم تتجاوز أعمارهما الثلاث سنوات، ولتجبرني عائلته على التنازل عن حقوقي الشرعية من المقدم والمؤخر مقابل أن أحتضن أطفالي، " فهم نقطة ضعفي "، وقبلها كان قد تصرف طليقي، بمصاغي الذهبي.
ولكن راودني التفكير أكثر من مرة أن أرسل أطفالي إلى غزة حيث والدهم يعيش، ولكن سرعان ما أعود عن تلك الفكرة، فوالدهم متزوج من أخرى " وأنا بموت إذا أولادي بروحوا مني " وحياتهم لن تكون سهلة هناك. ولكن ضنك العيش وسوء أوضاعي الاقتصادية هو ما دفعني لتلك الفكرة.
" بكفي أخوتي بدعموني ولو بالكلمة الحلوة، أولادي بكره بكبروا وبتعلموا وبصيروا "، من مخصص من صندوق النفقة ومساعدة من الشؤون الاجتماعية كل أربعة أشهر، هذا ما عبرت عنه " ام لؤي " عندما سُئلت من يدعمك لمواجهة الظروف التي تعيشينها، ولكن الظروف أصعب والالتزامات أكبر ... إنشاء الله ربك بفرجها ....